ومن أسباب هذا الانحراف الاقتصار على التدين الوراثي.
ومعنى التدين الوراثي أن يولد إنسان في بيئة متدينة، ولكن هذا الإنسان لم يفكر بعد في أصل دينه أو أوامر الله عز وجل وفي هذا الكون الفسيح الذي خلقه الله عز وجل، لكنه وجد أباه يصلي فصار يصلي كما يصلي أبوه، ووجد أمه تصوم فهو يصوم كما تصوم أمه، وأهله يذكرون الله فهو يذكر الله مثلهم.
تجد هذا النوع من الإيمان -الذي لم يتعمق في القلب ولم يصل إلى سويداء القلب- سريع التأثر وسريع الانحراف، ولذلك فإن كثيراً ممن عرفوا الله عز وجل من هذا الجانب، أو ممن تدينوا من هذه الناحية تجد أحدهم كثيراً ما يتغير ويتقلب، وإن لم يتغير أو يتقلب فإنه يصاب على أيدي هؤلاء المخربين الذين يفتنون الناس عند دينهم بكثير من الشكوك والفتن، ولربما ينتهي به المطاف -نسأل الله العافية- إلى أخطر انحراف، ولذلك فإن على هذا النوع من الشباب أن يعرف الله عز وجل من خلال آياته الكونية والتدبر في آيات القرآن الكريم.