للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة التهاون بالصلاة ووجوب التوبة من ذلك]

لا بد أن يتفقد كل واحد منا نفسه، فإن كان عنده شيء من البدع التي تخالف المنهج الصحيح فعليه أن يبادر بالتوبة، وإن كان لا يحافظ على الصلوات الخمس فليبادر بالتوبة؛ لأن الله عز وجل يقول عن الذين لا يحافظون على الصلوات الخمس: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا} [القلم:٤٢ - ٤٣] يعني: في الدنيا {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم:٤٣] فتراه يسمع: الله أكبر حي على الصلاة حي على الفلاح، وهو سليم وصحيح ومعافىً وفي نعمة وفي رخاء، وليس بينه وبين المسجد إلا أمتار، وهناك أنوار كاشفة، وكل شيء متوافر، ومع ذلك لا يستجيب لنداء الله عز وجل.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الرجل الذي يقدم على الله عز وجل بدون صلاة (يؤمر بأن يسجد يوم القيامة على طبق من نار، فإذا أراد أن يسجد لا ينثني ظهره، فينكب على وجهه في نار جهنم)، وهذا هو معنى قوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) أي: يكشف الله عز وجل عن ساق نفسه، ويدعى هذا الإنسان ليسجد فلا يستطيع؛ لأنه كان في الدنيا يسمع المنادي يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، وهو سالم، ثم لا يستجيب.