لا أظن أن امرأة في العالم أدركت شرفاً أو حقاً أو حرية كمثل المرأة في بلادنا، وإذا أردت دليلاً على ذلك فاسأل إدارة تعليم البنات: كم تتقاضى البنت التي تدرس بعيداً عن بلدها قليلاً، وكم يتقاضى أخوها الذي يحمل نفس المستوى وفي نفس السن؟ تجد أن المرأة بعض الأحيان تأخذ ضعفي راتب أخيها الذي يساويها في المستوى، إذاً أي حقوق أكثر من هذه الحقوق؟ نأتي إلى الزواج، يقولون: المرأة في بريطانيا مهرها نصف جنيه استرليني.
أي: ثلاثة ريالات، وبعض الأحيان تكلف هي بدفعه، فكم مهر المرأة في بلادنا؟ المرأة في بلادنا يأتيها رزقها في قعر بيتها، والمرأة في بلاد الغرب لابد أن تلهث وراء لقمة العيش، ولقد رأيت بعيني النساء وهن يركضن وراء الباصات ولو أن تتعلق إحداهن خلف السيارة لتصل إلى بيتها، ولكنها لا تصل إلى بيتها إلا في المساء، فهي تعيش معذبة طوال حياتها، والمرأة في بلادنا -والحمد لله- أميرة في بيتها، تتوافر لها كل وسائل الراحة والمتاع، وعلى الزوج أن يذهب بنفسه ليأتي بكل شيء إليها في بيتها.
وبالرغم من هذا فإن أعداء الإسلام يعتبرون هذا تخلفاً ورجعية، ويعتبرون المرأة مظلومة في بلادنا، ولذلك -يا أخي- اقرأ حتى صحفنا -ولا نريد أن نجابي- فستجد هذه الصحف العجيبة تتكلم عن أن المرأة مظلومة، فالمجتمع الذي لا يتنفس إلا برئة واحدة، لماذا لا تقود المرأة السيارة؟ لماذا المرأة لا تشارك في العمل؟ أي عمل أكبر من هذا العمل الذي تشارك فيه هذه المرأة في بلادنا؟! المرأة تربي رجالاً، المرأة مفتوحة لها المدارس، لكن يجب أن يكون لذلك كله حدود، أما أولئك فإنهم يريدون أن تتيسر لهم المرأة في بلادنا كما تتيسر في بلاد أخرى، فبدل أن يأخذوا هذه المراحل الطويلة يجدون المرأة في متناول أيديهم، هذا هو هدفهم حسب ما نعتقد، ولذلك فإن الله تعالى يحكم بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين.