[الاستقامة هي أخذ الدين من جميع جوانبه دون استثناء]
إن الاستقامة التي يطالب الله عز وجل الناس جميعاً أن يثبتوا عليها بقوله:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[هود:١١٢]، وقوله:{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ}[الشورى:١٥] هي أخذ الدين من جميع جوانبه، لا أن يتتبع المرء ما سهل عليه أو وافق هواه؛ لأننا حينما نأخذ من هذا الدين ما رق ولان، ومن هذه الأحكام ما سهل، ومن هذه العبادة ما تيسر، ونترك ما شق على النفوس؛ لم نكن مستقيمين، ولكن الاستقامة أن يأخذ بهذا الدين في المنشط والمكره، وأن يثبت على هذا المبدأ ولو تخلف عنه الناس أجمعون، فهو يسير على هذا المبدأ القويم ويستقيم عليه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى.
ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول:(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) أي: أنّه يطلب من الله أن يستقيم على هذا الدين، وتقول له عائشة في ذلك:(كيف تخاف على نفسك يا رسول الله؟! قال: إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء).