الشرط الثاني: العمل الصالح، ولا يمكن لإيمان أن يقوم بدوره وأن يؤدي مهمته إلا إذا اقترن بعمل صالح، وإذا كان الإيمان هو الشجرة فإن العمل الصالح هو ثمرة تلك الشجرة، ولذلك فإن العمل الصالح لا بد منه مع الإيمان في حياة هذا الإنسان، ولذلك فإن المسلم مطالب بأن يحقق هذا الإيمان القلبي بعمل صالح يظهر على الجوارح، ويكذب من يزعم أن التقوى في صدره ويشير إلى قلبه العفن وليس فيه من الإيمان حبة خردل، وجوارحه قد تجردت من الأعمال الصالحة، ولذلك فإن الأعمال الصالحة هي مصداق ذلك العمل، فالإيمان اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل بالجوارح، ولذلك فإن عمل الصالحات شرط من شروط الاستخلاف في الأرض أياً كانت هذه الصالحات، سواءٌ أكانت أداء الواجبات من الصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين والإحسان إلى الفقراء إلى غير ذلك، أم كانت في ترك المنكرات وما حرم الله عز وجل من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وكل ذلك داخل في عمل الصالحات، فإذاً لابد من عمل الصالحات، وهو شرط آخر.