ومن علامات العذاب: انتشار القينات والمعازف، والقينات هن المغنيات الراقصات، والمعازف معناها الموسيقى ووسائل اللهو الأخرى، واسمحوا لي أن أقول لكم: إنه يندر أن يخلو منها اليوم بيت من بيوت المسلمين، سواء كانت بواسطة الإذاعة أو التلفاز أو الأفلام التي انتشرت في بيوت كثير من المسلمين أو غير ذلك.
وهذه المعازف هي التي قرنها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مع أكبر المحرمات؛ مع الزنا ومع لبس الحرير ومع الخمر فقال:(ليأتين أقوام يستحلون الحر)، أي: الزنا، (والحرير والخمر والمعازف).
وكثير من الناس يتساهل في هذا الأمر حتى أصبحنا نسمع عند بعض الناس أن هناك موسيقى إسلامية! بل يندر أن يأتي حديث إلا وتتقدمه هذه الموسيقى، بل يؤسفني أنها ربما تأتي بعد تلاوة القرآن مباشرة! وعلى كل هناك ازدواجية يعيشها كثير من الناس، حتى أصبح كثير من الأطفال لا يفرق بين القرآن والموسيقى، وإنما يعجبه نغم فقط دون أن يميز بين هذا وهذا، وهذا التباس عظيم، فيوشك أن ينشأ في المجتمعات الإسلامية أطفال لا يفرقون بين الحق والباطل! فإذا انتشرت القينات، وانتشرت الأفلام التي ترقص فيها النساء، وانتشرت الأغاني التي تغني فيها النساء وتلهو وتلعب، وانتشرت المسرحيات التي تشوه الإسلام؛ بحيث تبرز رجال الإسلام ومعهم زوجاتهم سافرات، فإذا انتشرت هذه الأشياء فإنها بداية لعقوبة الله عز وجل.
أيها الإخوة! لا نكتمكم سراً إذا قلنا: إن كثيراً من وسائل الإعلام التي تطورت في عصرنا الحاضر وانتشرت تحمل هذه الفكرة، سواء كانت في الصورة الثابتة كما يوجد في كثير من الصحف والمجلات، حيث يختارون فتاة فاتنة في جمالها يضعونها في مقدمة هذه المجلة، أو الصور المتحركة التي انتقلت إلى بيوت المسلمين بواسطة الأفلام أو بواسطة الأجهزة الحديثة التي ملئ بها عصرنا الحاضر، فكانت تشكل خطورة على هذه المجتمعات.