أيها الإخوة! إن من أخطر الأمور أن يميل المسلم إلى الكافر، أو أن يأخذ دينه من غير المنهج الصحيح، وذلك حينما يقلد الآباء والأجداد، ولذلك فإن حال الكافرين الأولين، وكذلك المشركين في أيامنا الحاضرة:{وإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا}[البقرة:١٧٠] أي: ما وجدنا، فقال الله تعالى:{أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}[البقرة:١٧٠] أي: لو كان الآباء قد ضلوا الطريق فإن الأبناء سيضلون الطريق؛ بسبب تمسكهم بمنهج آبائهم ولو كان آباؤهم على غير الدين والمنهج الصحيح!! وهذا هو السبب في انحراف كثير من الناس، وهو الذي جعل لجهنم ملأها، وهو الذي جعل الكبر يملأ قلوب وعقول أولئك الناس الذين لا يريدون أن يتبعوا المنهج الصحيح، وإنما يتبعون ما وجدوا عليه الآباء والأجداد، حتى لو كان الآباء والأجداد لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون.