للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صون المساجد عما لا يليق بها من أمور الدنيا]

السؤال

كثر الحديث في أمور الدنيا في المساجد، فما توجيهكم؟

الجواب

هذا من الخطأ، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المساجد: أنها لا تصلح لشيء من ذلك، إنما هي لذكر الله والصلاة والتسبيح، ونحو ذلك، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن من علامات الساعة أن ترتفع الأصوات في المساجد، وإذا كانت المساجد موضع حديث الناس في أخذهم، وعطائهم، ومصالحهم، وبيعهم، وشرائهم؛ فإن هذا من الخطأ، ويجب أن تصان المساجد عن كل ما لا يليق بها، كالحديث في أمور الدنيا، ويجب أن تكون كما قال الله عز وجل: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور:٣٦ - ٣٧]، يجب أن تكون المساجد للعبادة، لكن يجب أن تكون المساجد منطلقاً للحياة، بشرط ألا تكون للبيع وللشراء، ولأمور الدنيا.

وكما ذكرنا أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مركزاً عسكرياً يدرب فيه الرجال، وكان أيضاً سجنٌ، وكان أيضاً مأوىً لفقراء المسلمين، وكان أيضاً مكاناً لحل كل مشاكل المسلمين، وكان أيضاً مركزاً لحكم الأمة الإسلامية، فقد كان مركز الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المسجد؛ ولذلك فإن العلماء يقولون: يجب أن تصان المساجد من كل ما يشينها، فلا تنشد فيها الأشعار، ولا تنشد فيها الضالة، والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا وجدنا أحداً ينشد ضالته في المسجد أن نقول له: (لا ردها الله عليك).

وأيضاً: يمنع الصبيان الذين لا يتورعون من احترام المساجد من دخولها، كما ورد في الأثر: جنبوا صبيانكم مساجدكم، والمقصود بالصبيان هنا من هم دون التمييز ممن لم يؤمروا بالصلاة، خصوصاً أن الصبي لا يتنزه من نجاسة، ولا يعرف حقيقة النجاسة.

واختلف العلماء هل النوم في المسجد يتنافى مع قوله تعالى: {أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور:٣٦]؟ وهناك أدلة تدل على أن النوم في المسجد لا بأس به، كما كان أهل الصفة ليس لهم مكان إلا المسجد، وهناك من يمنع إلا في حال الضرورة والحاجة.