أيضاً من أهم هذه الوسائل: الموت على الملة، قد يحيا الإنسان حياة طويلة على طاعة الله، لكن الله تعالى قد كتب له سوء الخاتمة نسأل الله العافية والسلامة، والله تعالى يقول:{وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:١٠٢]، ووصية نبي الله يعقوب لبنيه:{يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[البقرة:١٣٢]، فالعبرة هي بما يموت عليه الإنسان، لا بما يحيا عليه، فقد يعيش حياة طويلة في أعمال صالحة، ظاهرها أنها تورده الجنة، لكن الله تعالى قد ختم له بالشقاوة نسأل الله العافية والسلامة! كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه:(وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
ولذلك يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة).
ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو رسول الله الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والذي يدخل أقوام كثر الجنة بسببه- كان كثيراً ما يقول:(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فتقول له عائشة: أو تخاف على نفسك يا رسول الله؟! قال: وما يؤمنني يا عائشة وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن؟!).
إذاً: نكثر من هذه الكلمة لعل الله أن يختم لنا بالصالحات، ولا نغتر بالعمل ولو كان كثيراً، فإن العمل الكثير إذا لم يتقبله الله عز وجل يكون {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}[النور:٣٩]، ويكون {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}[إبراهيم:١٨] نسأل الله العافية والسلامة.
ولذلك فإن المسلم مطالب أن يبحث عن حسن الخاتمة أكثر من بحثه عن العمل الصالح.