[من علامات نزول العذاب بالناس أن يسود القبيلة الفساق]
قوله:(وساد القبيلة فاسقهم) القبيلة يجب أن تكون لها قيادة، ويجب أن يكون العقلاء هم أصحاب الحل والعقد؛ لأنهم الذين يضبطون الأمور ويحلون المشاكل، ويحقون الحق ويبطلون الباطل، ولأنهم الذين يديرون دفة هذه القبيلة وهذه العشيرة، حينئذ لابد من أن تكون القيادة لهؤلاء الصالحين، لكن إذا كانت القيادة لغير الصالحين وساد القبيلة فاسقهم، وكان الفسقة هم أصحاب الحل والعقد في القبيلة وفي الأمة فحينئذ يصبح الأمر خطيراً؛ لأن الحياة سفينة، ولأن هذه السفينة تحتاج إلى قيادة حكيمة، وهذه القيادة هي التي تسير بهذه السفينة في خضم هذه الحياة إلى ساحل النجاة، فإذا كان ربان هذه السفينة منحرفاً ضالاً عاصياً فاسقاً فإن هذه السفينة ستصاب بعطل، أو ترسو في غير مكانها، وحينئذ تفسد الحياة ويتنغص العيش، ولربما تغرق السفينة، أما إذا ساد القبيلة صالحوها فذلك دليل على أن هذه القبيلة قد عرفت كيف تتعامل مع الله عز وجل، وكون زعيم القبيلة هو الأصلح والأتقى فذلك هو الأحق والأولى.