ثم يأتي وعيد أشد:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:٥١]، فهذه ردة عن الإسلام، وهذا دليل على أن تولي اليهود والنصارى، واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، والثقة بهم وتوليتهم مقاليد الأمور إنما هو ردة عن الإسلام بنص القرآن:(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ)، والضمير في:(مِنْكُمْ) يعود إلى المسلمين، وقوله:(فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) يعود إلى اليهود والنصارى، أي: إذا توليت اليهود والنصارى واعتمدت عليهم واتخذتهم بطانة من دون المؤمنين فأنت منهم، فأنت يهودي أو نصراني، فهذا نص القرآن لا يحتمل التأويل، فعلى المسلم أن يراجع حياته مع هؤلاء القوم؛ فإن الله عز وجل يقول:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:٥١]، ما هو السبب؟ {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:٥١].
فالذي ظلم نفسه هو الذي ربط نفسه بعجلة اليهود والنصارى، واتخذهم بطانة، وجاء بهم إلى بلاد المسلمين، وكثر سوادهم في بلاد المسلمين، وولاهم مقاليد الأمور، وهذا خطر شديد جداً، فعلى الأمة الإسلامية أن تعود إلى ربها حتى لا تقع في الردة، فالله تعالى يقول:(فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، وأكد ذلك بقوله:(فَإِنَّهُ)؛ لأن كلمة (إن) لفظ من ألفاظ التأكيد، حتى لا يظن أحد أن الأمر ملتبس، بل هو مؤكد بـ (إن)، وقوله:(فَإِنَّهُ)، أي: الذي يتولى هؤلاء، (مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).