ومن هذه العقبات: ضعف دعاة الحق: فدعاة الحق قد يَضعفون في بعض الأحيان، وقد يُضعفون، وقد تكون هناك عراقيل تُوضع في طريقهم، وهذا ليس عجيباً؛ لأن الجنة حفت بالمكارة؛ ولأن النار حفت بالشهوات، فدعاة الحق مسئولون عن أي تخلف يحصل في أبناء المسلمين.
أيها الإخوة! إنه لما نشط دعاة الحق كانت من ثمار نشاطهم هذه الصحوة الإسلامية المباركة، ولكن بمقدار ما يهبط دعاة الحق يقوم دعاة الباطل؛ لأن دعاة الباطل كالفئران، لا تتحرك إلا حينما يسكن الجو، فإذا سكنت الأصوات وهدأ الجو خرجت، ثم إذا سمعت الأصوات دخلت في جحورها؛ ولذلك لا تعجبوا يا إخوتي! فإن الساحة الإسلامية تغص بدعاة الباطل، وهم يستغلون كثيراً من الفرص وكثيراً من الوسائل، ولا يبالي كثير منهم، حتى وصلوا في هجومهم على الإسلام وعلى الدين إلى النيل من كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البرية، وحتى سمعنا في أشعارهم الساقطة الهابطة من يتناول الله عز وجل! فلماذا وُجد هذا؟ وُجد لأن دعاة الحق تأخروا، والفارغ لابد أن يمتلئ، والساحة لابد أن يُوجد فيها شيء، فإذا تأخر هؤلاء قام أولئك، وإذا نشط هؤلاء تأخر أولئك.
إذاً: سنة الله تعالى في هذه الحياة أنه لابد أن تكون هناك حركة وعمل ودعوة ونشاط، وهذه إما أن تكون للحق أو للباطل، لكن من المؤكد أن الحق لو تحرك فإنه سوف يدمغ الباطل؛ لأن الله تعالى يقول:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}[الأنبياء:١٨].
إذاً: ضعف دعاة الحق يُعتبر عاملاً من عوامل دعاة الباطل، ونشاطهم يُعتبر عاملاً من عوامل اندحار الباطل بإذن الله تعالى؛ والواقع أكبر دليل على ذلك.