أيها الإخوة! إن بقاء المرأة في بيتها هو عزتها وكرامتها، وليس معنى ذلك أنه إهانة لها، بل ذلك يعني أن الرجل مكلف ومطالب بأن يحضر كل حاجات المرأة إلى بيتها، وأن يقوم بكل متطلبات حياتها، فهو الذي يلزمه أن يذهب إلى البقال لكي يحضر الأطعمة، وهو ملزم بأن يبحث عن الرزق الحلال؛ لتبقى هي في مهمة أكبر، في إعداد البيت، وتربية الأطفال، وحمايتهم من الفتن، وتعريفهم بالله عز وجل، وتربيتهم تربية سليمة، وهذا هو ما تفقده كثير من المجتمعات التي شغلت المرأة بدون قيد ولا شرط، فذُهب بالأطفال إلى المحاضن، وربوا تربية بعيدة عن الإسلام؛ بل بعيدة عن العاطفة، حتى لا يشعر هذا الطفل بعاطفته تجاه أبيه وأمه، فهو لا يرى أباه وأمه إلا في وقت نادر جداً، مما أدى إلى عقوق من جانب، وأدى إلى انفصام في الشخصية الإنسانية من جانب آخر، كما أدى إلى أن يكون هناك مجرمون في المجتمعات الإنسانية؛ لأنهم يفقدون العاطفة والحنان.
وعلى هذا نقول أيها الإخوة! إن الإسلام الذي يطالب المرأة بالبقاء في البيت لا يعني أن يعطل هذه الطاقة، وإنما يعني أن تقوم بدور أكبر من البحث عن الرزق، أما الرجل فهو الذي يطالب بالبحث عن الرزق، فالرجال كما قال الله عز وجل:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء:٣٤]، حتى قال علماء الإسلام: إن الزوج يطالب بالنفقة على زوجته، ولو كانت هي غنية وهو فقيراً، حتى لو عجز عن النفقة عليها، وفي مثل هذا الحال لها أن تطلب الطلاق، بناء على عجزه عن النفقة عليها أي حق تطلبه المرأة بعد ذلك؟ وأي هدف تسعى إليه؟ لم يبق بعد ذلك إلا أن تخرج إلى ما فيه هدم أخلاقها، وضرر المجتمع، ودمار الأمم.
إن المجتمعات التي خرجت فيها المرأة فلا تعود إلى بيتها إلا في الهجيع الأخير من الليل، هي المجتمعات التي خطط لها منذ أمد بعيد، ودمرت تدميراً حتى لم يبق لديها رصيد من الفضيلة، أما الإسلام فإنه يعطي كل ذي حق حقه، ويلزم الرجل بالبحث عن الرزق، وبالسعي والضرب في أرجاء هذه الأرض؛ حتى يؤمن لهذه المرأة كل وسائل الراحة والمتاع، وعليها أن تبقى في البيت امتثالاً لأمر الله عز وجل:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[الأحزاب:٣٣]، وإذا احتاجت للخروج للعلم أو للتعليم، أو لعمل آخر منضبط وفق قواعد الشرع التي جاءت من عند الله عز وجل؛ فإن الإسلام لا يعارض في هذا الأمر، لكن خير لها أن تبقى في بيتها حتى لا تضيع هذه الذرية.
أما المجتمعات التي خالفت هذا الأمر فجاءت المربيات، ونقلت الأطفال إلى المحاضن، ثم إلى رياض الأطفال، ثم إلى غير ذلك، حتى لربما أن هذه الأم لا ترى طفلها بعد ساعة الولادة إلا بعد مدة طويلة من الزمن، ومن هنا تفقد العاطفة بين الأبوة والأمومة والطفولة، وحينئذ لا تسأل عما يصل إليه ذلك المجتمع، ويكفينا دليلاً على ذلك ذلك الانفصال النكد بين أفراد المجتمعات الإنسانية التي فقدت هذه العاطفة وهذا الحنان، حتى لا نرى أن هناك علاقة وثيقة بين الأب وأبنائه، وبين الأبناء وأبيهم وأمهم.
إن من أهم مصالح هذا القرار للمرأة في البيت أن يسلم المجتمع من النظرات الحرام التي توزعها المرأة في المجتمع حينما لا تتقيد بأوامر الله عز وجل.