للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من قضاء الفراغ في الحرام والدعوة إلى استغلال الفراغ في المباح]

السؤال

نريد إسداء نصيحة للشباب، خاصة في شأن الأيام التي تعتبر أيام إجازة مدرسية، وقد يستغلها بعض الشباب في اللهو الذي أدخلوا عليه كلمة (بريء) فما معنى بريء؟ وهل هناك بريء وغير بريء؟

الجواب

نعم هناك بريء وهناك غير بريء، بريء من الله وبريء من الدين، وهناك شيء غير بريء.

والحق أن الفراغ من أكبر العوامل التي تضر بالناس وبالشباب بصفة خاصة، كما قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة والذي حدث اليوم هو أن هناك فراغاًَ وأن هناك شباباً وهناك جدة، فأصبحت هذه الأشياء تستغل فيما لا يرضي الله عز وجل، سيما عند غفلة المصلحين والموجهين والمربين.

إن عشرات الآلف، بل مئات الآلاف من شباب المسلمين يذهبون اليوم إلى بلاد لا تعرف الله ولا تعرف الدين ولا تعرف الخلق ولا تعرف أي شيء من ذلك، ويكون الزحام على الطيران وعلى دوائر الجوازات على أشده، والمصيبة أن هناك خدمات تقدم لهؤلاء الشباب وتسهيلات وتخفيضات ودعايات ليُذهب بهم إلى تلك البلاد الكافرة، ولقد رأيت بعيني الشاب يتأبط الشابة في المطعم وفي السوق وأمام الناس دون حياء من الله عز وجل أو خجل من الناس، وهؤلاء الشباب هم من أبناء المسلمين، يرتدي أحدهم الشماغ والثوب والعقال ولا يبالي وكأنها زوجته، ولربما يخجل من أن يمسك يد زوجته أمام الناس، وهذا يحدث في مثل هذه الإجازات، وكثير من شبابنا يرقبون عقارب الساعة ينتظرون مثل هذه الفرص، وهذه من أكبر البلايا.

فالشباب المؤمن لا يعرف الفراغ، فحياته كلها مشغولة فيما يرضي الله عز وجل، وهناك فرص يجب أن يستغلها هؤلاء الشباب قبل أن يستغلها العدو لينفذ من خلالها إلى عقول هؤلاء الشباب، المكتبات الآن تعرض شتى أنواع العلوم والمعارف، وتشتكي إلى الله قلة الرواد، وكذلك مدارس تحفيظ القرآن، فنحن لا نريد أن نحجز الناس عن أماكن الترفيه، لكن نقول: يجب أن يكون في حدود المباح، أما إذا وصل الأمر إلى المحرم فهنا يكون الخطر.

وأنا أدعو إخواني المؤمنين إلى أن يتفقدوا شبابهم وأولادهم، وأن يُربوهم التربية الطيبة، وأن يختاروا لهم الرفقة الصالحة، وحينئذٍ سيكون ذلك كله -بإذن الله- حماية وصيانة لهؤلاء الشباب عن هذه الأشياء الخطيرة التي أشرت إلى شيء منها، والله المستعان.