للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة ظهور الصحوة الإسلامية]

السؤال

نرى في هذه السنوات الأخيرة أن كثيراً من شباب اليوم -ولله الحمد والمنة- قد التزموا بدينهم، فبماذا تفسر هذه الصحوة؟

الجواب

هذه الصحوة لم تأت فلتة، وإنما هي وعد من الله سبحانه وتعالى وعدنا بها حيث قال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:٦٩]، وأخبرنا بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأخبرنا الله عز وجل بأن الأيام يداولها بين الناس، فبمقدار ما نرى مما نكره سنرى ما يسرنا بإذن الله تعالى.

وهذه الصحوة ليست وليدة عمل كبير، وإن كان هناك عمل، لكن هذه الصحوة وجدت في فترة استقرار وفترة خمول في كثير من الأحيان، وهذا دليل على أن دين الله سبحانه وتعالى ظاهر، سواء دعا الناس إليه واجتهدوا في العمل له أو لم يجتهدوا.

علماً بأن هذه الصحوة والحمد لله لها خطباء استطاعوا أن يؤثروا على الناس، ولها موجهون ولها مربون.

إذاً: هذه إرادة غالبة لله سبحانه وتعالى، حيث ظهرت الصحوة في هذه الفترة التي خاف فيها كثير من الناس على ضياع دين الله، والله عز وجل أعلمهم بدليل من الواقع يلمسونه بأعينهم ويشاهدونه بأن هذا الدين سينتصر، ورغم هذه الجفوة الشديدة التي أصيب بها المسلمون, ورغم هذا التسلط الشديد الذي مني به المسلمون على أيدي قادة كثيرين من العالم الإسلامي؛ ومع ذلك كله وجدت هذه الصحوة وفرضت نفسها في هذه البلاد الإسلامية والحمد لله؛ ولذلك لا تسافر إلى أي بلد من بلاد الله الواسعة -حتى في بلاد الكفر- إلا وتجد هذه الصحوة، بحيث لو ذهبت إلى أمريكا ستجد هذه الصحوة والحمد لله، وستجد كثيراً من شباب المسلمين يتمتعون بهذه الصحوة، نسأل الله تعالى أن يحفظهم، ولذلك فإنا لا نفسرها التفسير الحقيقي إلا أن الله أراد أن يظهر دينه، وأراد أن يعطينا درساً بأن هذا الدين باق، وأنه سيتغلب على كل الصعوبات وعلى كل المشاكل وعلى كل التحديات التي توجد في أيامنا اليوم.