وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الناس أجمعين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ولم يخش في الله لومة لائم، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله ومن دعا بدعوته وعمل بسنته ونصح لأمته إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد جاء في الأخبار أن الله عز وجل يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وفي ذلك الموقف تدنو الشمس من الناس قدر ميل، فيشتد الحر في أرض المحشر، ويأخذهم العرق حتى يلجم بعض الناس إلجاماً على قدر أعمالهم، وفي ذلك الحر الشديد والموقف الرهيب يستظل أقوامٌ في ظل عرش الرحمن، وما هي إلا سويعات ثم يصيرون إلى منازلهم في الجنة قبل منتصف النهار من أيام الدنيا، كما قال الله عز وجل عن هؤلاء:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}[الفرقان:٢٤].
في ذلك الموقف يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وقد صح في الحديث عن رسول الله عليه السلام أن من بين هؤلاء الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة سبعة قال عليه السلام:(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلقٌ بالمساجد، ورجل دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
نسأل الله أن يجعلنا ووالدينا وذرياتنا وجميع المسلمين من هؤلاء الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم القيامة.
وسنتكلم في هذه الرسالة الموجزة عن كل واحد من هؤلاء السبعة.