للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قيادة المرأة للسيارة والرد على من أفتى بجوازها]

السؤال

قرأنا قبل أيام مقالاً لـ محمد الغزالي يخالف فيه علماءنا الأفاضل من حيث تأييده للنساء في قيادة السيارة، ولهذا الداعية أفكار غريبة يستسيغها كثير من الناس، ويدندنون بها، وقد رفعه فئة من الناس في هذه المجتمعات؛ لذا نرجو من فضيلتكم نصيحة الشباب وتوجيههم لما فيه صالحهم، وفقكم الله؟

الجواب

أولاً: الشيخ محمد الغزالي رجل لا ننكر أنه داعية وله سابقة في الدعوة، ولكن القلوب أولاً بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

ثانيا: ً الغزالي وغيره من علماء المسلمين ليسوا معصومين، فقد يخطئ ويصيب، ونحن نأخذ من كلامه الصواب ونترك الخطأ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا أمر يجب أن نسلم به.

أما لو أن محمداً الغزالي أو كل علماء المسلمين أجمعوا على قيادة المرأة للسيارة، فنحن عندنا مقياس ثابت وهو شرع الله عز وجل، ولننظر إلى المصائب التي تترتب على قيادة السيارة من الخلوة، والسفر، والذهاب إلى محطة البنزين، والذهاب إلى الورشة، والذهاب إلى غير ذلك، كل هذه تتوقعه المرأة، ولذلك لا يفكر عاقل في أن تقود المرأة السيارة في مجتمع مسلم، هذا أمر ندعه، لكن أنا متأكد أن محمداً الغزالي والذين تساهلوا في أمر قيادة السيارة للمرأة ما عرفوا ما وراء ذلك، ظنوا أن المسألة فقط نساء خرجن يطالبن بقيادة السيارة، المخطط أكبر من ذلك، المخطط رهيب يا إخوان، إنه خروج على أوضاع قائمة وتحطيمها، وتكون هذه كواجهة فقط أو كمنظر خارجي، وهو المطالبة بقيادة السيارة، لكن الله تعالى يعلم ما في هذه القلوب.

ولذلك نحن نقول للغزالي ولغيره: نحن أدرى بمجتمعنا منك، ومجتمعنا مجتمع محافظ لا يقبل هذه الأشياء، وأنت رجل كواحد من البشر تخطئ وتصيب، نأخذ الصواب من قولك ونرفض ما يخالف ذلك، لكني أرى خلف قيادة السيارة أموراً خطيرة أسأل الله أن يجنبنا إياها؛ لأن المسألة ليست مجرد مطالبة بقيادة السيارة وإنما مطالبة بالخروج على أوضاع قائمة عشناها أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وهؤلاء يريدون أن يغيروا وأن يحطموا هذه الحواجز بين الرجل وبين المرأة.