عددتم معوقات الشباب، ألا يظن فضيلتكم أن جميع هذه المعوقات ترجع في مجملها إلى ضعف العقيدة الصحيحة التي تؤدي إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الجواب
بالنسبة لهذه الأمور كل واحد منفصل عن الآخر، لكن ربما ترجع إلى شيء واحد وهو ضعف الإيمان في النفوس، وإن كان الإيمان -والحمد لله- موجوداً، لكن هذا الضعف الذي بُلي به المسلمون كانت له آثاره على ذلك الجزء الذي أصيب بعدم المناعة، فأصبح الجسم يتأثر بأي نوع من الأمراض البسيطة، ويتضخم، حتى تصبح الأمراض كبيرة لضعف المناعة في هذا الجسم، ولكن الجسم لو كانت عنده قوة في المناعة لاستطاع أن يتخطى كل هذه العقبات، وكذلك المجتمع الإسلامي في أيامنا الحاضرة، وفيه مغريات، وفيه أمور توجهه إلى الله عز وجل، وهناك نفس لوامة، وهناك نفس أمارة، وهناك أيضاً نفس مطمئنة، لكن وجود هذه الأشياء -بالرغم من وجود إيمان ويقين- لا شك أنه يعرقل مسيرة الشباب إلى ربه، وهناك فرق بين بيئة نظيفة طاهرة لا توجد فيها هذه المغريات وبين بيئة متلوثة، إذ لا شك أن الثانية سوف تؤثر على أهلها ولو كان عندهم ما عندهم من الإيمان؛ لأن الإنسان بشر، والبشرية تتعرض بطبيعتها إلى أشياء كثيرة.
ولذلك هناك أناس عندهم رغبة في الخير وحب للخير واتجاه للخير، لكن يفاجئون بهذه الأشياء التي تنتشر في مجتمعهم، فتجدها تضعف من اليقين الموجود في قلوبهم، لكن لو كانت البيئة طاهرة ونظيفة من كل هذه المغريات لكان ذلك أقوى في إيمان هؤلاء الشباب، وأمثل في اتجاههم إلى ربهم، وإن كان المؤمن الحق ينظر إلى هذه الأشياء نظرة تافهة، ولا يقيم لها وزناً؛ لأنه مؤمن يقول: أنا مؤمن أبغي الحياة وسيلة للغاية العظمى وللميعاد فينظر إلى هذه المغريات نظرة احتقار، وهذا يوجد، لكن الكثير يتأثر بهذه المغريات.