يقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:٥٥]، فلابد من تطبيق تعاليم الإسلام، وأن يكون ذلك الذي نربط أنفسنا به مطبقاً لهذا الإيمان ومقيماً لتعاليم هذا الدين، فمن صفاته: أنه يقيم الصلاة، فغير المصلي مرتد عن الإسلام، ولا تجوز ولايته بأي حال من الأحوال، وقد لعن الله عز وجل بني إسرائيل مع بعضهم حينما كان بينهم ولاء على غير هذا المبدأ، وإن كان أحدهم ينهى الآخر عن المنكر، لكن ما كان ليفارقه؛ بل كان هو جليسه وأكيله وشريبه وهو يجده على المنكر، فالله تعالى يقول:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ}[المائدة:٧٨ - ٧٩].
ثم قال بعد ذلك:{تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[المائدة:٨٠]، فالتولي لعن فيه اليهود لما تولوا كفاراً تمردوا على دين اليهود.
إذاً: نقول: ما رأيك يا أخي! في الأمة الإسلامية لو تمردت أو ربطت أنفسها بمن تمرد على دين الإسلام؟ تكون المصيبة أكبر؛ لأن دين الإسلام له احترام أكثر من الأديان كلها، فالله تعالى يقول:{وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة:٤٨]، فهو مهيمن على كل الأديان، ولذلك يقول الله تعالى عن المؤمنين الذين يجب أن تكون الولاية بيننا وبينهم وثيقة:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}[المائدة:٥٥]، حتى ولدك يا أخي! إذا وجدته لا يصلي -وهذه ردة عن الإسلام عند جمهور العلماء- فليس من أوليائك؛ بل يجب عليك أن تحاربه، وإذا عجزت عن إصلاح هذا الولد -لاسيما إن كنت فرطت في أيام شبابه وطفولته- فلا يجوز لك أن تواليه بأي حال من الأحوال؛ لأن الله تعالى يقول:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ)، وحتى الصلاة وحدها لا تكفي؛ بل لابد أن تكون صلاة قيمة مستقيمة كاملة، (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)، فإن عدم إتيان الزكاة أيضاً خطر، (وَهُمْ رَاكِعُونَ)، أي: وهم خاضعون لله عز وجل.
إذاً: من لم يخضع لله ولا لدينه سبحانه وتعالى فإننا لا نقبله لأن يكون ولياً لنا أياً كان، حتى لو زعم الإسلام، ولو كان من أبناء المسلمين الذين يزعمون أنهم مسلمون، ويحملون الهوية الإسلامية في جيوبهم، فهؤلاء ما دمنا نرى تصرفاتهم تناقض الإسلام فليسوا بأولياء، ولا تجوز موالاتهم في أي حال من الأحوال، وإنما الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.