إخواني في الله! لابد من تخفيف المهور، ومن خلال حياتي القصيرة في هذه المنطقة الطيبة المباركة أفاجأ بأسئلة أكثر ما تتحدث عن العادة السرية، هذه العادة السرية التي هي معصية وتعذيب للجسد وإرهاق له ومخاطرة بالعقل لا تحدث إلا في مجتمع قل فيه الزواج ولا شك، والله تعالى يقول:{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}[المؤمنون:٥ - ٦]، وأنت -أيها المتسبب- في غلاء هذه المهور أو المغالاة بهذه المهور مسئول بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، جاء في الأثر: أن الرجل إذا منع موليته -بنته أو أخته أو من له ولاية عليها- من الزواج، فوقعت في شيء فعليه إثمها.
حينما تخرج إلى أي مكان فتقع في حرام أو تنظر نظرة حرام إلى شاب؛ لأن لديها من الغريزة كما لدى الرجال؛ فأنت مسئول بين يدي الله عز وجل عن هذا الأمر، إضافة إلى أن هذه الأمانة أنت مسئول أن تبحث عن كفئها وعن مكانها المناسب؛ ولذلك فإنك ستتحمل بين يدي الله عز وجل مسئوليتها يوم القيامة.
هذا أمر لابد أن ننتبه له، أنا أسمع بأن هناك أموراً في هذه البلدة الطيبة المباركة، وفي هذا الجزء الكريم من بلدنا الطاهر، فلماذا يوجد هذا الأمر؟ أتريدون أن يذهب أبناؤنا إلى الفساد؟! اليوم يسافر من البلاد الطيبة الطاهرة يومياً آلاف الشباب بحثاً عن الفاحشة، وهب أنه ليس بحثاً عن الفاحشة، فسيقع كثير منهم في هذه الفاحشة، وهذا أمر خطير أيها الإخوان! وأنتم مسئولون عنه.
أنا لا أدعو إلى تحديد المهور، وإن كان تحديد المهور أصبح أمراً مطلوباً في أيامنا الحاضرة، ولربما تكون الدولة والسلطة مسئولة عن تحديد المهور، وأشكر لإمارة هذه المنطقة جزاهم الله خيراً وعلى رأسها سمو الأمير؛ لأني أسمع أنه مهتم بهذه الناحية، لكني لن أتدخل في هذا الأمر، ولكن أقترح على إمارة المنطقة.
أيها الإخوان! لابد أن يتعاون الآباء في تخفيف المهور، وأقترح أن يكون هناك صندوق للزواج يبذل فيه الأغنياء شيئاً من أموالهم؛ لأن ذلك من أفضل أبواب الزكاة، وفيه عفة وفيه إغناء عن الحرام، يكون هناك صندوق في هذه المدينة يشرف على العزاب ويدرس أحوالهم، ويقدم لكل واحد منهم مساعدة مالية إذا أراد أن يتزوج، وثبت أنه كفؤ، وأنه يحافظ على الصلوات الخمس في المساجد، وأنه رجل صالح، وأنه لا يستطيع تكاليف الزواج، وأنا مستعد أن أساهم في هذا الصندوق في كل سنة بعشرين ألف ريال، وأقترح أن يكون الشيخ محمد البشري جزاه الله خيراً أميناًً لهذا الصندوق؛ لأني أعرف أن هذا الرجل فيه خير، ويبذل في سبيل الله أموالاً كثيرة، وأرجو ألا يعتذر، كما أرجو أن يضاف إلى هذا الرجل الصالح محمد البشري أيضاً إخوان من الإخوة الذين يتعاونون معه ثم يقدمون خطابات ورسائل إلى إخوانهم أصحاب الأموال، وهذا الصندوق يشرف عليه إخوة من إخوانكم الصالحين من طلبة العلم، وأنا واثق بأن إمارة هذه المنطقة وعلى رأسها سمو الأمير خالد جزاه الله خيراً سوف يتبنى هذا الصندوق، وأنه سوف يدعمه وسوف يقويه؛ لأني أسمع من أخباره أنه مهتم في أمور الزواج وتحديد المهور.
يبدأ التنظيم في الصندوق من هذه الليلة، ويعرض على إمارة المنطقة التي تهتم بهذا الجانب.