لقد عالج الله مشكلة الشهوة والنساء علاجاً لن يستطيع أحد أن يقدم للبشرية علاجاً ناجعاً مثله، وذلك في النصف الأول من سورة النور، وهذا ليس غريباً فإن الله تعالى يقول عن القرآن:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[هود:١]، وهذه السورة العظيمة في مطلعها ما يلفت النظر، وفي منتصفها أيضاً ما يلفت النظر، وأحيطت الآيات التي تدور حول الشرف والفضيلة ومحاربة الرذيلة بهاتين الآيتين اللتين يلفتان النظر، أول آية من هذه السورة:{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النور:١]، وآخر آية في هذا النصف الذي يعالج مشكلة الأخلاق والانحراف والفضيلة:{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}[النور:٣٤]، وما بين هاتين الآيتين كله علاج ومحاربة للرذيلة حتى لا تحل في أمة من الأمم؛ لأن أعداء الإسلام سوف يركزون على هذا الجانب من جوانب الرذيلة؛ فيستطيعون أن يصطادوا الرجل من خلال المرأة في الماء العكر.