أيها الأخ المسلم! باعتبارك ولياً ومسئولاً عن بيتك، وباعتبارك راعياً ومسئولاً بين يدي الله عز وجل عن هذه الرعاية، وأنت أيتها الأخت المسلمة! باعتبارك مسئولة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة عن نفسك وعن مجتمعك، وعما تحت يدك من الأهل والذرية، نقترح عليكما جميعاً؛ بل نلزمكما جميعاً أن تقرءوا كتاب الله عز وجل، وكيف استطاع أن يضع الأسس الكريمة، وأن يرتب التراتيب المتينة التي تكفل سعادة المرأة من أجل أن تصون عرضها وكرامتها، وتحتفظ بعزتها وبدينها وبشرفها.
وأنت يا أختي المسلمة! بين عاملين يتجاذبان فيك: عامل الخير الذي تجدينه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعامل الشر السالب الذي يريد لك الشقاوة، ويريد لك التعاسة، ويريد لك أن تضلي السبيل، قال تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ}[النساء:٢٦]، ثم يقول:{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[النساء:٢٧].
إذاً: هنا عاملان: عامل الشهوات ومخططات الأعداء الذين يريدون أن نضل السبيل، ويريدون أن ننحرف عن الجادة، ويريدون أن يصطادوا المرأة في الماء العكر، ويريدون أن يوفروا لأنفسهم المشوار الطويل وهم يبحثون عن الفاحشة والجريمة أرجاء العالم، في بلاد الكفر والفسق والانحلال، يريدون أن يوفروا لأنفسهم هذا المشوار الطويل من أجل أن يجدوا المرأة ميسرة في أقرب فرصة وفي أقرب مكان، أما الله عز وجل فهو يريد أن يتوب عليكم، ويهديكم سنن الذين من قبلكم، وسنن الذين من قبلنا هي المحافظة على هذه المرأة، وتربيتها وإعدادها وإكرامها من خلال هذا الدين.