قال الله:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود:١١٤]، كم يقترف الناس من السيئات التي قد يشعرون بها أو لا يشعرون.
فأعطاهم الله عز وجل هذه الصلاة العظيمة التي تكفر عنهم هذه الصغائر، وأما الكبائر فتحتاج إلى توبة، وهذه التوبة بابها مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، هذا بالنسبة إلى عامة الناس، وأما بالنسبة لخاصة الناس -أي: لكل واحد من الناس- فما دامت هذه الروح في ذلك الجسد فباب التوبة مفتوح إلى قبل الموت {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء:١٧]، فقوله تعالى:(من قريب) أي: قبل الموت، فلا يفرط الإنسان في هذا العمر، ولا يمهل، ولا يغتر بالصحة والعافية والقوة والشباب، لا يؤخر التوبة فقد يهجم عليه الموت على غرة فلا يستطيع أن يستعتب، ويقول وهو في حسرات الموت وفي سكرات الموت:{رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}[المؤمنون:٩٩ - ١٠٠]، فيقال له:{كَلَّا}[المؤمنون:١٠٠] أي: لا ترجع أبداً، يقول الله تعالى:{إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون:١٠٠].