للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم ذهاب المرأة إلى المسجد الحرام برفقة زوجها]

السؤال

أنا شاب متدين ومتزوج من فتاة متدينة -ولله الحمد- ونحن سعيدان في حياتنا؛ إلا أنني أسكن في مكة، وكلما أردت الذهاب للحرم المكي أرادت زوجتي الذهاب معي، ونظراً لصعوبة الدخول مع طفلها أطلب منها أن تلزم بيتها، أجابت بالحديث الشريف: (وليسعك بيتك)، فماذا تقول لها ولأمثالها، وبماذا تنصحني؟

الجواب

الحديث: (وليسعك بيتك)، حديث صحيح، والرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن السلامة من الفتن فقال: (ابك على خطيئتك، واحفظ عليك لسانك، وليسعك بيتك)، وهذا عام للرجل والمرأة، وكلمة: (ليسعك بيتك)، ليس معناها: لا تخرج، وإنما معناه: لا تخرج إلا لحاجة، وذلك يكون عند الفتن، والحمد لله هذه الفتن التي أشار إليها الحديث لم توجد بعد، وعلى كل فإن المرأة خير لها بقاؤها في بيتها كما في قول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣]، وحتى خروجها للمسجد جائز، لكن بقاؤها في بيتها أفضل لها، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقاؤها في قعر البيت أفضل لها من بقائها في طرف من أطراف البيت، وصلاتها في أقصى خدرها في بيتها أفضل لها، لكن لا يجوز منعها من المسجد كما جاء ذلك في الحديث: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وصلاتهن في بيوتهن خير لهن).

وعلى هذا نقول لك: جائز أن تذهب بها إلى المسجد الحرام، وذلك لا ينافي السنة، لكن بشروط: أن تكون غير متطيبة، وغير متبرجة، ومحتشمة، وحينئذ لا تمنعها من ذلك إذا كنت تستطيع إيصالها بأي وسيلة من الوسائل، لكن ذلك أمراً ليس بلازم؛ لأن صلاة الجماعة إنما هي واجبة على الرجال دون النساء؛ لأن الله تعالى يقول عن المساجد: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ} [النور:٣٦ - ٣٧]، أي: لا نساء؛ لأن النساء لا يطالبن بصلاة الجماعة، لكن ما دامت ترغب في الذهاب إلى المسجد الحرام فحاول ألا تمنعها؛ لأن في ذلك مضاعفة للحسنات بالنسبة لها؛ لأن الصلاة في المسجد الحرام أي مسجد الكعبة الذي ترى فيه الكعبة يساوي مائة ألف صلاة فيما سواه.

وعلى هذا نقول: إن الذهاب بها أفضل، ما دامت هذه المضاعفة موجودة، ولكن ذلك لا يلزمك؛ لأنه ليس من الواجبات بالنسبة لك.

أما إذا كان هناك خطر على الطفل، أو خطر عليها هي، أو خطر من أي شيء من الأشياء، فهذا يكون سبباً من الأسباب التي تمنع من الذهاب بها إلى المسجد، لكن إذا لم يكن هناك سبب يحول بينها وبين الذهاب إلى المسجد الحرام، فالأفضل أن تذهب بها ولك أجر وهي لها أجر لمضاعفة الحسنات.