[التحذير من التعامل مع النصارى وإدخالهم جزيرة العرب]
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.
أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! اتقوا الله تعالى، واعرفوا خطورة الكفرة على الإسلام، واحذروا أن تتخذوا منهم بطانة من دون المؤمنين؛ فإنهم:{يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ}[التوبة:٨].
إنهم يحرصون كل الحرص أن يعيشوا في بلاد الإسلام، ليتجمعوا حينما تسنح لهم الفرصة، وعلى هذا فإن أخطر ما بليت به بلادنا في أيامنا المعاصرة أن يعيش أولئك النصارى بين المسلمين، بالرغم من أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يجتمع في جزيرة العرب دينان، وعلى هذا فإني أدعو الدولة التي جاء كثير من المسئولين فيها بكثير من النصارى حتى كادوا اليوم أن يشكلوا أكثرية جاءوا أطباء، وجاءوا ممرضين، ولربما جيء بهم مدرسين، وجيء بهم حتى للحرف التافهة مثل تنظيف الأسواق، والله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نحذر هؤلاء الكفرة، ثم هذه الأموال التي نغدقها على هؤلاء النصارى حينما نستخدمهم في هذه الأعمال، ربما تعود إلى هناك لتعود إلينا مرة أخرى ضربة قاسية، ولعلنا قد نسينا ما حدث في الأندلس يوم تجمع النصارى فأخرجوا المسلمين من بلادهم.
معشر المسلمين! أدعو أصحاب المؤسسات أن يتقوا الله، وألا يستوفدوا النصارى إلى هذه البلدة الطاهرة، التي لم تدنسها أقدام الاستعمار، والتي ما زال الكثير منها على صبغة الإسلام الصحيحة.
هذه الأموال يجب أن تذهب إلى المستضعفين من المسلمين، الذين يعيشون تحت مطارق الكافرين، ولعلك حينما تناقش أصحاب المؤسسات وتقول لهم: لماذا لا تأتون بالمسلمين؟! فيتهمون الإسلام والمسلمين بالضعف والخيانة، ويزعمون أن هؤلاء النصارى يقومون بدور أكبر من الدور الذي يقوم به المسلمون! وإذا كانت هذه خطورة، فأخطر من ذلك أن صار النصارى اليوم يعيشون في قعر بيوت المسلمين، في سبيل الخدمة، وتربية الأطفال، أو قيادة السيارات، يسلم المسلمون لهم أغلى ما يملكون، وينظرون إلى أقصى أسرارهم ويتمعنونها! إن الله سبحانه وتعالى نهانا أن نركن إلى الكافرين فقال:{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ}[هود:١١٣].