[قوله تعالى:(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وما تحمله من معاني]
ثم يقول الله عز وجل مبيناً أن ترك الجهاد في سبيل الله، وأن الانحراف عن منهج الله في مجموعة من الناس لا يعني أنه يعرض هذه المجموعة وحدها للفتنة والبلاء، ولكنه يعرض العالم كله للدمار، قال تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال:٢٥].
الفتنة تفسر دائماً وأبداً بالكفر والانحراف عن الدين، وإن كانت تأتي في بعض الأحيان للفوضى والاضطرابات، لكن إذا أطلقت الفتنة فالأصل فيها الكفر أو الردة عن الإسلام، كما قال الله تعالى هنا:(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)، وتشير هذه الآية إلى معنيين عظيمين يغفل عنهما الناس: