نحن لا نستغرب وجود الاستقامة في الناس، ولكننا نستنكر بشدة الانحراف الذي يحدث في هذه الأرض؛ لأنه خلاف الفطرة، وعلى هذا فإن للاستقامة أسباباً وللانحراف أسباباً، ولعل دنيا الناس اليوم امتلأت بأسباب الاستقامة وأسباب الانحراف، وإن كان مما يخيف ضعاف الإيمان أن أسباب الانحراف أصبحت في واقع الناس وفي عالم الدنيا اليوم أكثر من أسباب الاستقامة، ولكننا مطمئنون لوعد الله عز وجل، فإنه هو الذي أخبرنا بأنه سيظهر هذا الدين على الدين كله، وأخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بأن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة، وعلى هذا نقول: لا مانع من أن نطرق شيئاً مما نلمسه في واقع الناس اليوم من أسباب الاستقامة وأسباب الانحراف.