[تركيز أعداء الإسلام في حربهم الفكرية على جانبي: المرأة والشباب]
ولذلك نقول أيها الإخوة!: إن الحرب الفكرية التي بدأت منذ أن فشل العدو في حرب المواجهة كلها تتوجه في الغالب إلى أمرين أو إلى جانبين من جوانب هذه الأمة: الجانب الأول: المرأة.
الجانب الثاني: الشباب.
وليس صدفة اختيار هذين الأمرين؛ فالمرأة كما قال قائلهم: إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة، فعليكم بالمرأة! وهذه حرب كان يتسلح بها أعداء الإسلام قبل الإسلام منذ أمد بعيد.
أما الجانب الآخر فهو التركيز على شباب الأمة الإسلامية؛ لأن حرف أبناء المسلمين يعني: حرف الأجيال اللاحقة كما يعتقد هؤلاء.
ومن هنا كان المخطط رهيباً وموجهاً للشباب، فلا تعجبوا أيها الإخوة! وأنتم ترون وسائل كثيرة كلها تخدم هذه المهمة، وتقوم بهذا الدور، ثم لا تعجبوا أيضاً من الجانب الآخر إذا رأيتم كثيراً من أبناء المسلمين قد انحرف عن الجادة! وأخطر وأخبث من ذلك أن يُتخذ هذا النوع من أبناء المسلمين شوكة في الجسم الإسلامي وغصناً -كما يقولون- من أغصان الشجرة الإسلامية به تقطع الشجرة الإسلامية كما يتوقع أولئك، وكما قالوا: إنكم لا تستطيعون أن تقطعوا الشجرة الإسلامية إلا بغصن من أغصانها، ويقصدون بذلك: تربون من أبناء المسلمين من يقوم بقطع هذه الشجرة، وهم غصن من أغصانها.
كل هذه الآمال وأكثر من ذلك قد خابت والحمد لله، ولذلك في الفترة التي كانت المقاييس المادية والنفوس الضعيفة تتوقع أن ينتهي الإسلام من الوجود، وأن يخلو من هذه الأرض، زدات الصحوة، فكل هذه المقاييس -والحمد لله- قد أظهرت فشلها، وكذب زاعموها، وفي هذه الفترة العصيبة التي جندت فيها كل وسائل التقنية وجميع وسائل الأعلام لإنتاج الوسائل التي تهدف إلى الإطاحة بالأمة الإسلامية زادت الصحوة الإسلامية، كما قال عز وجل:{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}[التوبة:٣٢]، وكما قال عز وجل:{فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ}[النحل:٢٦]، وهذا بالنسبة لنا نحن ليس صدفة؛ لأننا لا نؤمن بالصدفة، وليس أمراً جاء فلتة؛ لأننا لا نؤمن بالفلتة، ولكن هذا الأمر هو نتيجة جهد من جانب، ومن الجانب الأعظم هو توفيق من الله عز وجل؛ فإن الله تعالى قد وعد بأن يظهر هذا الدين على الدين كله، وأن يمكنه في الأرض، وأن يبدل هذا الخوف أمناً بشرط:{يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور:٥٥]، هذا وعد الله عز وجل لا يتخلف.
لذلك لا تعجبوا حينما ترون هذه الصحوة الإسلامية المباركة تحطم كل ما يقف في طريقها، وتبدأ بصغار الشباب بصفة خاصة، لا تعجبوا في هذه الفترة؛ فإن هذا هو أمر الله ووعد الله الذي لا يتخلف.
أيها الإخوة! بالرغم من هذه الصحوة الإسلامية المباركة وبالرغم من هذه اليقظة التي أثلجت صدور المسلمين في أبنائهم، إلا أن من العجيب أنها في أبناء عامة الناس أحسن منها في أبناء علماء المسلمين وأبناء الصالحين؛ ليثبت الله عز وجل لهؤلاء الناس أن القوة لله جميعاً، وأن الله غالب على أمره.