للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جواز خروج المرأة للضرورة وبشروط معلومة]

أما المرأة المسلمة فإن الله تعالى يقول لها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣]، والقرار في البيت: هو سبب عزتها وكرامتها وسلامتها، وسلامة المجتمع، وهذا الأمر لا يعني ألا تخرج المرأة؛ بل إذا خرجت فعليها أن تخرج بأدب، وبقدر الحاجة، فإن الإسلام يعامل المرأة كما يعامل الرجل -إلا في أحوال مخصوصة-، فيبيح لها أن تخرج لحاجاتها، لكن بشروط وآداب، وأهم هذه الشروط: أن تكون هناك حاجة ملحة، وأن تكون متسترة غير متبرجة، وغير متطيبة، ويا حبذا لو ذهب بها وليها إلى المدرسة وإلى مكان العمل عند الحاجة والضرورة.

وعلى كل فإن هذه الآية لا تعني أن تحرم المرأة من الأخذ والإعطاء، والبيع والشراء قدر الحاجة، والتعليم والعمل، ولكن ذلك كله يجب أن يخضع لشروط وقواعد وأمور لابد منها؛ لحفظها وحفظ المجتمع من فتنتها، ومن شر مخططات الأعداء، فلها أن تتعلم، لكن يجب أن يكون بحدود، يجب أن تكون هناك مناهج مرسومة وفق متطلبات بلد ما، بمقدار محافظة هذا البلد على دينه وأخلاقه، وبمقدار حاجة هذا المجتمع إلى تخصصات هذه المرأة، بحيث تكون لها برامج محددة ومعينة ومقدرة وفق حاجتها وحاجة المجتمع.

والإسلام لا يمنع من عمل المرأة، لكن بشروط، وأهم هذه الشروط: أن تكون بعيدة عن الرجال، وألا يخلو بها رجل ليس من محارمها، وألا تكون هناك فتنة في خروجها، وأن يكون هذا العمل لا تقوم به إلا المرأة، أما أن يختلط الأمر على الناس، ليعمل الرجل بجوار المرأة، والمرأة بجوار الرجل، وأن تعمل المرأة في وقت نجد فيه الشباب معطلاً، وهي التي تقوم بدور الشباب، وبعمل الشباب؛ فإن ذلك كله يعتبر خللاً في نظام المجتمع، وخطأ تقترفه الأمة في حق المرأة وحق الرجل.

كثير من المجتمعات البشرية يتعطل فيها الرجال وتشتغل فيها النساء، وتشتغل النساء بأعمال الرجال، ولربما يشتغل الرجال بأعمال النساء، ولربما يشاهد ذلك في بعض أعمال المستشفيات التي لم تنظم وفق منهج تشريعي صحيح، فنجد مثلاً أن المرأة يولدها رجال، لينظر إلى أقصى عورتها! في وقت نرى أن التمريض تقوم به النساء حتى في جانب الرجال، بالرغم من وجود معاهد للتمريض للرجال وللنساء! فما هو السر في ذلك؟ لا ندري! بالرغم أن كليات الطب تخرج من النساء أكثر مما تخرجه كليات الطب للشباب، لكني أرى ذلك خللاً أو سوء تفكير، ونعوذ بالله أن نضطر إلى أن نقول: إن ذلك يدل على سوء الطوية.