أيها الإخوة! نحن متفائلون في هذا القرن، فأنتم تشاهدون -والحمد لله- أن كل سنة أفضل من السنة التي قبلها، وأن كل جيل يكون أحسن من الجيل الذي مضى قبله في هذه السنوات الأخيرة، فهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، فبالرغم من تقصيرنا في جنب الله عز وجل، وتقصيرنا في الدعوة، وتقصيرنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، وأن يظهر هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون، وإذا أردتم دليلاً على ذلك: فانظروا إلى الأبناء والآباء، فستجدون غالباً أنّ الأبناء أفضل من الآباء، بل ستجدون الأبناء الصغار أحسن من الأبناء الكبار، وهكذا كلما صغر السن كان صاحبه أقرب إلى الحق وإلى الفضيلة، فهذه فرصة أخشى ألاّ تطول، وإن كنا متفائلين بأنها -إن شاء الله- سوف تستمر، ولكن أخشى أن يُعترض سبيلُها؛ لذا يجب علينا أن نجد ونجتهد في الدعوة، وأن نستغل هذه الفرصة كما قال الشاعر: إذا هبت رياحك فاغتنمها فالرياح إذا هبت وأنت تريد أن تذرأ الزرع فلا تفوت الفرصة؛ لأنّ الرياح إذا توقفت في يوم من الأيام فإنك لا تستطيع أن تصلح حبك، ولذلك أقول: لا بد أن ننشط في الدعوة إلى الله عز وجل في هذه الأيام، فهذه المراكز الصيفية والحمد لله، وهذه مراكز الدعوة التي يقوم فيها الشباب بتربية أبنائنا دون أن نحتاج إلى كلفة أو عناء، فما عليك يا أخي إلا أن تسلم ولدك إلى هذه المراكز التي منّ الله تعالى على هؤلاء الشباب الصالحين بإقامتها، فسعوا إلى تربية أبناء المسلمين، فنشكر هؤلاء الشباب، ونشكر الله سبحانه وتعالى، ثم نشكر للدولة أيضاً فقد كانت سبباً في وجود هذه المراكز، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يهديهم للاستقامة على دين الله، وأن يثبتهم على ذلك، وأن يهدي جميع ولاة أمور المسلمين.