أما النتيجة الكبرى فإنها تكون يوم القيامة، فسيجد الإنسان جزاء هذه الاستقامة، فجزاؤه كما قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأحقاف:١٣ - ١٤]، هذا هو جزاء من يستقيم على دين الله، يتغير الناس حسب الأهواء والشهوات والمؤمن ثابت لا يتغير، مهما غلا الثمن ومهما عز المطلب ومهما نكص الناس على أعقابهم، فإن المؤمن يعلن إيمانه في وقت قوة إيمان الناس وفي وقت ضعف إيمانهم، لا يبالي بما حوله، ودائماً هو يتمثل بقول الشاعر مع ربه عز وجل: فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب يقول هذا فيما بينه وبين ربه عز وجل، لا يغير ولا يبدل، لا يمشي مع الأهواء، ولا يخاف من المخلوقين حينما يخاف الناس، ولكنه رسم لنفسه طريقاً يعرف بأن هذه الطريق تنتهي بجنة عرضها السماوات والأرض، لذلك فقد باع نفسه وسلم الثمن وأخذ المثمن فهو ينتظر المثمن يوم القيامة؛ لأن الله عز وجل اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.