معشر المسلمين! إننا نستقبل أياماً فاضلة، أيام العشر الأواخر من رمضان، التي فيها ليلة القدر التي يقول الله سبحانه وتعالى فيها:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[القدر:٣]، ويقول:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان:٣].
فانتبهوا لهذا الأمر، وعاهدوا الله على العمل، وجددوا التوبة مع الله، واجتهدوا في مثل هذه الأيام الفاضلة، وأكثروا من الركوع والسجود والتضرع بين يدي الله، فإننا نعيش فتنة عمياء، ومصيبة لم يمر مثلها في تاريخ الإنسان الطويل، فأكثروا من السجود والركوع والتضرع بين يدي الله عز وجل، واسألوه مخلصين له الدين أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً، وأن يعيد للأمة الإسلامية مجدها وعزتها وكرامتها.
عباد الله! إن أصدق الحديث كتاب الله، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن آله وأصحابه وأتباعه وأزواجه، اللهم ارض عنا معهم، وارزقنا حبهم، واجمعنا بهم في مستقر رحمتك.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم إنا نتوجه إليك في هذه الساعة الشريفة من هذا اليوم المبارك ونحن نستقبل ليلة بدر ويومها أن تعيد للأمة الإسلامية عزها ومجدها، اللهم أيد المجاهدين في سبيلك، اللهم قوّ جانبهم، وخذ بأيديهم إلى ما تحب وترضى، اللهم قوّ إخواننا المجاهدين في أفغانستان، وفي إرتيريا، وفي فلسطين، وفي سوريا، وفي كل مكان من الأرض يعذب الكافرون فيه المؤمنين.
اللهم رد المسلمين إليك رداً جميلاً، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت:٤٥].