للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أخبار الصحوة في العالم والجهاد الأفغاني]

السؤال

هذان سؤالان عن حال العالم، الأول يقول: نرجو منك أن تتحدث لنا عن أحوال المسلمين في العالم؟ والآخر يقول: فضيلتكم زار أفغانستان، فهل الجهاد المتواجد فيها الآن يعتبر جهاداً في سبيل الله؛ لأن الكافر الملحد قد انسحب من أرضها، وبقي القتال بين الأفغانيين أنفسهم؟

الجواب

أما أخبار العالم فلا يحيط بها إلا الله سبحانه وتعالى، لكن الشيء المؤكد أن العالم الآن يبحث عن الحق، حتى النصارى واليهود بدءوا يبحثون عن الحق، وأبناء المسلمين الذين كانوا يحاربون هذا الدين صاروا يبحثون عن الحق، والشيوعية التي كانت لا تسمح للمسلمين في الصين الشيوعية أن يتعلموا شرائع الإسلام، وكان آباؤهم يهربونهم مع الأثاث إلى البلاد الإسلامية، فتح الآن -والحمد لله- المجال للمدارس الإسلامية وللمساجد، وهذه الفترة تفرض على كل واحد من المسلمين أن يساهم في الدعوة إلى الله عز وجل، وعلى كل: أخبار العالم تسير إلى الأسوأ، إلاّ أن هناك انفتاحاً إلى الخير والحمد لله، فما علينا إلا أن نستغل هذه الفرصة.

أما بالنسبة للسؤال الذي يتعلق بشأن أفغانستان: فأنا آسف جداً أن هناك من يظن أن العدو قد رحل، والله تعالى يقول: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:٢١٧]، والشيوعيون لا يريدون أفغانستان، وإنما يريدون المقدسات المتواجدة هنا حفظها الله، ومن يتتبع الخرائط التي يحملها الطيارون في جيوب طائراتهم يرى الأسهم موجهة إلى أرض المقدسات حفظها الله وحرسها، ووفق وهدى قادتها إلى الاستقامة على دين الله عز وجل.

أما أنهم رحلوا فما رحلوا، فهم يعترفون الآن أن هناك عشرة آلاف خبير روسي يديرون الحرب في أفغانستان، وأن هناك أكثر من ثلاثين ألف طيار هندي من البوذيين الكفرة يحركون القتال أيضاً، إضافة إلى أن الكفر كله ما زال يحرك القتال، وهذه دعايات أشيعت إما بدافع جهل ما يحدث في أفغانستان، أو لأن هناك أعداء للجهاد يريدون أن نضع السلاح، وهذا كله خطأ، فالجهاد في سبيل الله على أشده، بل هو في هذه الفترة أكثر ما يكون ضراوة وشدة، وهذه الأيام تعتبر أياماً حاسمة، فلا نتوقف عن المساعدات، أو عن الانضمام إلى إخواننا المجاهدين في سبيل الله، كما أن هناك جبهات أخرى فتحت في هذه الأيام والحمد لله، والجهاد في سبيل الله مستمر، فهناك جهاد في أريتريا المسلمة، وفي جنوب الفلبين حيث يريدون أن يعود حكم الله عز وجل في الفلبين التي اغتصبها العدو، وسرقها منا، وفي فلسطين، وفي أماكن كثيرة، فالمقصود أنّ الجهاد -والحمد لله- تحرك الآن، وهذا يعتبر من آثار الصحوة الإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.