قال تعالى:{وَاصْبِرْ}[هود:١١٥] وهذا جانب مهم من جوانب الاستقامة؛ لأن غير الصابر لا يستطيع في الحقيقة أن يستقيم في فترة لا سيما إذا كانت هذه الفترة من الفترات المظلمة في تاريخ البشرية، فالصبر هو السلاح المنيع الذي من خلاله يستطيع هذا الإنسان أن يشق طريقه في هذه الحياة، وأن يعبر هذا المعترك الشديد بأمن وسلام.
أما الذين لا يصبرون، والذين يجزعون لأي حدث أو أمر من الأمور التي تعترض سبيلهم فلا يمكن أن يحصلوا على جانب الاستقامة لاسيما في مثل هذه العصور، وعلى هذا فإن الصبر هو طريق الجنة، والله تعالى يقول:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:١٠]؛ ولذلك لا تجد الجهاد يذكر في مكان إلا ويذكر معه الصبر، أياً كان هذا الجهاد سواء كان جهاد النفس، أم جهاد العدو المقنع الداخلي، أم جهاد العدو الخارجي، فلا بد من الصبر في كل مجال من مجالات الجهاد؛ ولذلك قال الله تعالى:{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[هود:١١٥].