ما حكم اجتماع جماعة من الناس لقراءة القرآن، وعند الانتهاء يهدون ثواب ما قرءوه إلى الأموات؟
الجواب
أما بالنسبة للاجتماع لقراءة القرآن فهذا طيب قال صلى الله عليه وسلم:(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة)، إلى غير ذلك.
أما إهداء الثواب للميت فقد اختلف العلماء فيه، وأفضل وأعدل الآراء التي أعتقد إن شاء الله أنها خير أنهم قسموا العبادات إلى قسمين: عبادات مالية، وعبادات بدنية، أما العبادات المالية كالصدقة وألحقوا بها الحج؛ لأن فيه دليلاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه العبادات إذا أهداها للميت فلعله أن يستفيد منها الميت، يعني: كأن تتصدق أو تحج أو تعتمر فقد وردت أدلة في إهدائها للميت، أما العبادات البدنية الأخرى فإنه لم يرد فيها دليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول:{وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم:٣٩]، كل إنسان له سعي يحاسب عن سعيه يوم القيامة.
وعلى هذا فإن من أهدى القرآن لميت لم يرد الدليل في ذلك فقد يدخل في البدع ولكن نقول: يا أخي! إذا ختمت القرآن فادع للميت؛ لأن الإنسان له عند ختم القرآن دعوة مستجابة، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير من أن تهدي له هذه الختمة، أما إهداء الختمة فإنها عمل بدني محض لا يوجد دليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم على جواز إهدائه، فالأولى ترك ذلك، أما الأعمال المالية والحج والعمرة والطواف فهذه أرجو من الله سبحانه وتعالى أن تصل إلى الميت ويستفيد منها، وقد وردت أدلة في ذلك.