[هداية القرآن وتنظيم الصفوف وتوحيدها بتشريع العبادات والمعاملات]
إن القرآن شرع من العبادات ما توحد الصف وتلم الشعث وتربط القلوب بين المسلم والمسلم فالصلاة يقف فيها المسلمان مهما اختلفت طبقاتهما جنباً إلى جنب في صف واحد، الكل ينحني ويسجد لله عز وجل في آن واحد.
كذلك الصيام يكف الناس عن الطعام في لحظة واحدة ويتناولونه في لحظة واحدة.
الزكاة وهي تكفل حق الفقير في مال الغني.
الحج الذي يلتقي فيه المسلم مع المسلم الآخر في أي مكان من الأرض على صعيد واحد، وهكذا سائر العبادات.
أما المعاملات فقد جاء هذا القرآن العظيم بأفضل طريق للتعامل بين المسلم والمسلم، ووضع ضوابط وأسساً وقواعد لا تستغني عنها أمة من الأمم، ومن هنا نستطيع أن ندرك قول الله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ}[البقرة:١٨٥] فهو مصدر هداية لا تستغني عنها الأمة، ولو أن هذه الأمة فكرت في الاستغناء عن هذه الهداية أو استبدالها بأي نظام من الأنظمة الأخرى فحينئذ يحدث ما يحدث من الخلل، كما يحدث في عالمنا اليوم وفي دنيا الناس اليوم، ويأبى الله عز وجل أن يختلط الحابل بالنابل، وذلك حتى يعود الناس جميعاً إلى دين الله سبحانه وتعالى.
أختم حديثي هذا سائلاً الله عز وجل أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً، وأن يأتي الوقت الذي يقول الله عز وجل فيه:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد:١٦]، لقد آن وليس غريباً أن تعود القلوب القاسية إلى الله عز وجل؛ لأن الله تعالى يقول:{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[الحديد:١٧] أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.