أما كيف نربي المرأة المسلمة لنحميها من الفتن؟ فإننا نجد في كتاب الله عز وجل صفات راقية، جاءت من أجل أن تكون قواعد متينة وأسساً ثابتة تسير عليها المرأة المسلمة؛ ليسلم عرضها وشرفها، وتسلم كرامتها، وليسلم أيضاً مجتمعها، ولتكون تربة صالحة طيبة طاهرة تبذر فيها بذور الذرية الصالحة، وهذه الصفات هي موجهة في الأصل إلى أفضل نساء العالمين، إلى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنها في الحقيقة تطالب بها كل امرأة مسلمة تريد أن تجعل قدوتها زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنها صفات لو التزمت بها المرأة لكانت امرأة مثالية من نساء أهل الجنة، ولكانت امرأة يقال لها غداً: اختاري أفضل أبواب الجنة وادخلي من أيها شئت، سبع صفات اختارها الله عز وجل لخير نساء العالمين، ولنساء الناس كافة:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}[الأحزاب:٢١]، هذه الصفات السبع تجدونها في سورة الأحزاب، وهي التي من خلالها تستطيع المرأة أن تعد نفسها إعداداً للجنة، وقبل ذلك لسعادة الدنيا، وفوق ذلك لتسلم من مخططات رهيبة تدبر في الظلام، وتحاك على أيدي العابثين من الداخل والخارج، هذه الصفات يقول الله عز وجل عنها:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الأحزاب:٣٢ - ٣٣]، ثم يقول بعد ذلك:{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:٣٤]، سبع صفات لابد لكل امرأة مسلمة أن تقرأها بكرة وعشياً، وأن تتفهم معناها، وأن تطبقها على نفسها، وأن تتفقد سيرتها وسلوكها دائماً وأبداً، حتى لا تفقد واحدة من هذه الصفات السبع؛ حتى تكون من نساء الجنة.