الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن آله ومن دعا بدعوته وعمل بسنته ونصح لأمته، وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الإخوان! هكذا يضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً لنوره الذي يقذفه في قلب المؤمن بمشكاة فيها مصباح، هذا المصباح في زجاجة، هذه الزجاجة كأنها كوكب دري إنه نور الإيمان، إنه نور العقيدة الذي يقذفه الله في قلب من قلوب عباده المؤمنين، وكأن سائلاً سأل: أين توجد هذه القلوب؟ وأين ينمو هذا النور؟ فقال سبحانه وتعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}[النور:٣٦].
إنها المساجد، إنها بيوت الله عز وجل، وهي أحب البقاع إليه سبحانه، وأحب عباده إليه أكثرهم زيارة إلى بيوته.