[حكم الإعجاب بالكفار، وأثر ذلك على الدين والأخلاق]
السؤال
نلاحظ في هذا الزمان أن كثيراً من المسلمين -هداهم الله- وخاصة الشباب الذين درسوا في بلاد الغرب قد أعجبوا بأخلاق أولئك القوم من الغرب والشرق؛ حتى إننا نسمع كثيراً أن فلاناً من الناس يتحدث عن هؤلاء الكفرة، بل ويصفهم بالمحافظة على الوعد ودقتهم في ذلك، وفي المقابل نجده يقارن ذلك بحال المسلمين، وأن معظمهم لا يهتم بالوفاء بالوعد وغير ذلك، وأنهم همج، فما تعليقكم على ذلك؟ الجوب: الحقيقة أن الإعجاب بالكافرين هو أكبر سبيل للذوبان في أخلاقهم وسلوكهم، ولذلك فإن الثناء عليهم لا يجوز، ويقابل ويصطحب هذا الثناء سب المسلمين، فالذين يأتون بالعمالة الكافرة إذا قيل لهم: اتقوا الله، يقولون: هؤلاء يصدقون بالوعد، والمسلمون خونة، والمسلمون يضيعون الوقت في الصلاة وفي الصيام! نعوذ بالله! وهذا الأمر خطير جداً، ولربما يكون هناك شيء من الصحة أن هؤلاء الكفار قد يوفون بالوعد وغير ذلك، والسر في ذلك يرجع إلى أنهم يشعرون بالنقص، فهم يريدون أن يكملوا، لاسيما إذا أرادوا أن يحرفوا الأمة الإسلامية، فإنهم من خلال هذه الأخلاق يستطيعون أن يؤثروا على الأمة الإسلامية، إضافة إلى أن الكافر قد انتهى منه الشيطان، فلماذا يأمره بإخلاف الوعد أو بالخيانة أو ما أشبه ذلك؟ وماذا يفعل الشيطان بالبيت الخرب، كما جاء في الأثر؟ وعلى كل: أيها الإخوة! إن كانت هناك بعض الصفات صحيحة بالنسبة لهؤلاء فيجب عدم الاهتمام بها؛ لأن الإسلام فوق ذلك كله، وإن كانت الأمة الإسلامية مطالبة بالوفاء بالعهد وبجميع مكارم الأخلاق، أما أن تكون هذه الصفة من صفات الكفار، أو الذين ذهبوا إلى بلد الكفار وصاروا يشرحون أوضاعهم ويبينونها للناس هنا إنما يريدون أن يبثوا دعاية لهؤلاء الكافرين، وهؤلاء لا خير فيهم، فننصح الإخوة أن يتعاملوا بمثل هذا التعامل؛ لأن ذلك يؤدي إلى الثناء على من لا يستحقون الثناء من أولئك الذين طردهم الله عز وجل من رحمته.