هل من كلمة -يا فضيلة الشيخ- للشباب الذين يسافرون للخارج طلباً للمتعة الحرام، رغم أن ظروفهم تساعدهم على الزواج، ولكنهم يفضلون الحرام، غفر الله لنا ولهم، وتاب الله علينا وعليهم؟
الجواب
أظن أن هذه الكلمة في هذا المكان لا تصلح؛ لأني لا أظن أحداً من الحاضرين من هؤلاء والحمد لله، والحقيقة أنا رجل كثير الأسفار، وزرت دولاً كثيرة فيها تحلل، ولما أمر بها لمهمة أرجو أن تكون لخدمة الدعوة أفاجأ برؤية كثير من شبابنا في أشياء لا ترغب، ومن خلال رؤيتنا للصحف العابرة نرى دعايات لهذا السفر، مثلاً: عشر فتيات جميلات توضع صورهن في الإعلان، وفي الوسط بادر بالسفر إلى سنغافورا، والشباب الجاهلون عندما ينظرون لهذه الصور يظنون أنهم يدعون إلى هذه الفتيات، وحصل أن آلاف الشباب يسافرون لأهداف سيئة، ورأينا بعضهم في مواقف نرجو الله أن يعافيهم منها ويهديهم، وأقول للدولة وفقها الله وهي خير دولة في الأرض تحكم بشرع الله: لابد أن يؤخذ على أيدي هؤلاء، وتثقل أمور السفر بالنسبة لهؤلاء، ويمنع الشباب من السفر لكن بشرط أن نحل مشاكلهم بالداخل، وقد انتشرت المخدرات في بلاد المسلمين والأمور العظيمة بسبب هؤلاء الذين يسافرون؛ لأنهم يسافرون إلى تلك البلاد التي لا ترعى في المسلمين إلاً ولا ذمة، ولا يوجد فيها شيء اسمه حلال واسمه حرام.
ثم أتوجه بعد ذلك لإخواني الشباب وأقول: اتقوا الله، والله تعالى يقول:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النور:٣٣].
أيها الشباب الذين ابتلوا بهذه المصيبة! إن لكم أخوات، ولربما لكم بنات، ولربما لكم محارم، وأخاف أن يبتلى أحد منهم في أهله، وهذا هو أخطر وأخوف ما يخافه كل إنسان على محارمه بسبب هذه الفعلات.
أيها الشباب! احذروا أن تسافروا إلى بلد الفتنة، وقبل ذلك احذروا هذه المثيرات التي تثير الشهوة في نفوسكم من صحف ومجلات وأفلام وغير ذلك؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأقول لهؤلاء وأولئك: علينا أن نتعاون جميعاً حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.