للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم خلوة السائق بامرأة أو مجموعة من النساء]

السؤال

ما رأيك فيمن تركب في سيارات الأجرة، بل وتستأجرها طيلة الدراسة، يذهب بها ذلك السائق إلى المدرسة ويعود بها، ومحرمها يذهب إلى وظيفته؟

الجواب

هذه المسألة لا تخلو من ثلاث حالات: إما أن تذهب معه سفراً فهذا محرم في كل حال من الأحوال؛ لأنه (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم) ولا تظنوا أن السفر هو المشاوير الطويلة، السفر عند بعض العلماء ولو خرجت خارج المدينة يعتبر سفراً في نظر هؤلاء، فهذا لا شك أنه سفر بدون محرم.

أما إذا كان داخل البلد وهي منفردة، فلا خلاف بين العلماء في التحريم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، وقال: (إياكم والدخول على النساء)، وهذا شيء يتصور بالعقل، امرأة شابة عندها دوافع وشهوة كغيرها من النساء، ومع هذا ربما يكون السائق شاباً، أو هب أنه متزوج وهي معها رجل ربما يكون أجمل من زوجها، وتهواه أكثر من زوجها، والمسألة خطيرة مهما يكن، ولذلك الرسول قال: (رجل وامرأة) أياً كان هذا السائق، وأياً كانت هذه المرأة، أي: وحتى لو كانت امرأة عجوزاً، فمادامت المسألة خلوة فالتحريم موجود.

بقينا في موضوع المجموعة داخل البلد: فهذا هو موضوع الخلاف، هذا الموضوع هو الذي لا نستطيع أن نقول: إنه محرم، حينما يكون داخل البلد وهي مجموعة نساء لا ينفرد بواحدة منهن، لكن الأمر أيضاً فيه شيء من الخطورة؛ لأنه ربما تنزل هذه البنات وتبقى واحدة مع هذا السائق فتأتي الخلوة فيكون خطراً.

على كلٍ: التعليم والتعلم والعمل ليس فرض عين على البنات والنساء، حتى نقول: هذا أصبح أمراً ضرورياً، إن استطعت أن تذهب بابنتك أو بزوجتك إلى المدرسة، وإلا فالأمر ليس أمراً إجبارياً حتى تضطر إلى أن تذهب بها مع السائق، فالأمر خطير، وكذلك الذهاب للسوق، وكذلك العمل، فالأمر إذا استطعت يا أخي أن تذهب بها بنفسك فافعل، وإذا عجزت فلا يجوز لك، وكيف تقر عينك وكيف يلذ لك النوم في فراشك وابنتك مع سائق؟ كيف تذهب إلى وظيفتك وابنتك مع سائق يذهب بها ويأتي بها؟ هذه محارمك يا أخي، وهذا شرفك وعزتك وكرامتك، أظنك لو وقعت بنتك في محرم من المحرمات التي تخشاها لأصبحت تضرب يداً بيد وأنت لا تملك الخلاص، أنت الآن تملك الخلاص وعليك أن تتقي الله عز وجل.