أيها الإخوة المؤمنون! إن علينا أن نعتبر شهر الله المحرم شهراً عظيماً له ذكريات، وهذه الذكريات يجب علينا أن نقف عندها، وأن تستوقفنا، وأن نأخذ منها عظة وعبرة، فنأخذ منها العظة الأولى بأن علينا أن ننظر في صفحات أعمالنا، وفي سجلات حسناتنا وسيئاتنا قبل أن ينشر لنا الكتاب يوم القيامة، ويقال لأي واحد منا:{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[الإسراء:١٤].
ثم علينا أيضاً أن نستعيد ذكرى الهجرة مرة أخرى؛ لنشكر الله عز وجل أن قامت دولة الإسلام، ويجب أن نحافظ على دولة الإسلام التي كتب الله لها الخلود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثم أيضاً علينا ونحن نرى الطغيان اليوم ينتفخ ويتشدق ويتطاول على الجبال، ويملأ السجون والمعتقلات بالمؤمنين، ويستذل المؤمنين علينا أن ننتظر الفرج من الله عز وجل، وأن نعرف أن هذا كله زبد، وأن الزبد كما قال الله عز وجل:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}[الرعد:١٧].
ومن هنا أيها الإخوان! لا نيأس من روح الله، قال عز وجل:{إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}[يوسف:٨٧].
وعلينا أيضاً أن نمد أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يؤيد المسلمين بنصر منه، وأن يخلص إخواننا المعتقلين والمضطهدين تحت مطارق الكافرين والظلمة والطغاة، ولكن علينا بجوار هذا الدعاء أن نقوم بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الله عز وجل يقول:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال:٥٣].