[إخبار الله بمضاعفة الثواب أو العقاب لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم]
ثم يقول الله عز وجل بعد ذلك:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}[الأحزاب:٣٠].
لو أن واحدة -وحاشا لفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون فيه فاحشة- فعلت الفاحشة وهي في فراش رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم -يعني: زوجة له- فإنها تأخذ العذاب ضعفين، حتى قال بعض المفسرين:(ضعفين) أي يضاعف لها عدة مرات؛ لأن الضعف يساوي مرتين.
فالعقوبة في خيانة بيت النبوة عظيمة جداً، وكذلك بيوت الرجال الصالحين الأتقياء، وليس معنى ذلك أن خيانة البيوت الساقطة أمر مباح، لكن خيانة البيوت النظيفة الطاهرة الطيبة أمر أخطر وأشد عند الله عز وجل، وهذا دليل على تكريم المرأة أيضاً؛ لأن المرأة حينما تفسد بيتاً صالحاً يزيد إثمها، وتزيد عقوبتها، وحينما تصلح في بيت صالح تؤتى أجرها مرتين، كما قال الله عز وجل:{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}[الأحزاب:٣١].
إذاً: احترام فراش الزوج أمر مطلوب من كل امرأة، وإذا كان الفراش أطهر وأنقى فإن المرأة تطالب باحترام هذا الفراش أكثر من أي فراش آخر، فإذا خانت الأمانة في بيت رجل صالح كان جرمها أكبر وأشد، وإذا أدت الأمانة وحفظت نفسها في بيت رجل صالح أو في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها تؤتى أجرها مرتين.
يقول الله تعالى:{وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً}[الأحزاب:٣١]، والرزق الكريم هنا هو الجنة، وهذا دليل أيضاً على أن المرأة يجب أن تخشى الله عز وجل، وألا توطئ فراش زوجها من يكرهه بأي حال من الأحوال، أي: تدخله بيته.