صدر في الآونة الأخيرة إنشاء مجلس الشورى، فلا ندري ماذا سيحدث في هذا المجلس من هذه الناحية، ومن ناحية أخرى: هل هناك مقاعد للعلماء المسلمين والغيورين على دينهم، أم ستكون كل المقاعد للعلمانيين والمنافقين؟
الجواب
الشورى أصل من أصول هذا الدين، كما قال تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى:٣٨]، وقال:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[آل عمران:١٥٩]، ولكن لا نصل إلى ما يسمونه في العصر الحديثة بالديمقراطية؛ فإنها هي الفوضى الضاربة في الأرض الآن، وهي ما يسمونه (حكم الشعب للشعب)، وهذه الشورى يجب أن تكون للعقلاء في كل أمة، والعاقل في نظرنا وفي نظر الإسلام هو الرجل المؤمن العالم الذي ينطلق من منطلق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان هناك مجلس للشورى فلا أظن أنه لا يكون لأهل الحل والعقد من العلماء والصالحين، ولكن لو كان لغير هؤلاء فإن المصيبة والبلية تكمن وراء ذلك، ولكن -إن شاء الله- لنا أمل في هذه الدولة أن لا يكون في مجلس الشورى هذا إلا أصحاب الحل والعقد من العلماء والصالحين والذين لهم سابقة إصلاح في هذه الأمة، والذين شهد لهم القرآن وشهدت لهم السنة وشهد لهم التاريخ أنهم هم الذين يقودون سفينة حياة الناس إلى ساحل النجاة.
أما لو كانت الشورى -نرجوا الله العافية والسلامة- وكان الذين سيتولون قيادة مجلس الشورى من غير هؤلاء الصالحين فالأمر خطير جداً، وأرجو أن لا يكون هؤلاء الذين بدءوا يبرزون الآن في أيامنا الحاضرة يؤهلون أنفسهم ليكونوا أعضاء لمجلس الشورى، فهم يلمعون أنفسهم الآن، ولا تمر صحيفة ولا أي وسيلة من الوسائل إلا ولهم مقال، فأخشى أن يكون مثل هؤلاء يؤهلون أنفسهم، ويريدون أن يلقوا الأضواء على أنفسهم ليكونوا أعضاء.
فنحن نرفض هؤلاء، ونرفض كل مجرم ونرفض كل إنسان ليس من أصحاب العقل والدين أن يكون في مجلس الشورى، ونثق بالله عز وجل، ثم بحكومتنا التي فكرت في تأسيس مجلس الشورى أنها لا تضع فيه -إن شاء الله- إلا هذا النوع من الصالحين، ولن تضع فيه أحداً من هؤلاء الفسقة؛ لأن هؤلاء سوف يجرون سفينة الحياة إلى أن تتحطم، نسأل الله العافية والسلامة.