لقد زلت القدم بأقوام كانوا على منهج قويم، وكانوا على حال مشرفة، لكن الله تعالى كتب لهم الشقاوة في الخاتمة، وكل ميسر لما خلق له، فمن خلق للسعادة مات عليها، نسأل الله ذلك! ومن خلق للشقاوة وللنار فإنه يموت على الشقاوة، ولو كانت حياته كلها في طاعة الله عز وجل، والعبرة بالخواتيم، الله تعالى يقول:{وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:١٠٢]، وقال يعقوب عليه السلام حينما حضرته الوفاة:{يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[البقرة:١٣٢]، فالعبرة هنا على ساعة الموت لا على مدة الحياة، وهذا هو معنى الاستقامة؛ لذا لا تعتبر الاستقامة استقامة إلا مع حسن الخاتمة.