إذا كان كثير من القائمين على الأعلام -وأخص الصحافة- لا ينشرون مقالات الدعوة والمقالات الإرشادية، فما رأيكم لو قام العلماء والدعاة بإنشاء صحيفة أو مجلة إسلامية قوية تظهر الحق وتقف بالمرصاد لدعوة الباطل؟
الجواب
هذا شيء طيب، لكن أفضل من ذلك لو أن الصحافة كلها صارت بأيدي أناس صالحين وبأيد أمينة، وتصير -على الأقل- تفتح مجال الصراع بين الحق والباطل، وتنشر كلمة الحق كما تُنشَر كلمة الباطل، وأذكر أنه في مرة من المرات كتب أستاذ في الجامعة في إحدى صحفنا البارزة هنا، وقال: النصارى إخواننا، ومن جهلنا أن نكفر النصارى إلى آخر ذلك الكلام الذي لا يقوله أجهل خلق الله، فحاولت أن أرد على هذا الكاتب، ولا أقول:(الأخ) لأني أشك في إيمانه ما دام أنه يقول هذا الكلام؛ لأن هذه ردة، فهو بهذا أنكر القرآن الذي يقول:{لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}[المائدة:٥١]، وأنكر القرآن الذي يقول:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة:٧٢]، وهو يقول: هم إخواننا؛ لأنهم أصحاب كتاب سماوي.
فقال لي رئيس التحرير: أنا لا أستطيع أن أنال من أستاذ في الجامعة.
فقلت: سبحان الله! تستطيع أن تنال من دين الله عز وجل، وتشكك الناس في دين النصارى الذي هو كفر بالله عز وجل، ولا تستطيع أن تنال من أستاذ في الجامعة! فمثل هذا قد سقطت قيمته؛ لأنه أصبح يجهل، وهذا من الأمثلة ومن الدروس التي تمر بنا.
وعلى كل يجب أن نزاحم هؤلاء إن استطعنا، وإذا لم نستطع فعلينا أن نستغل المنبر؛ لأن المنبر نملكه، وهو وسيلة إعلامية -والحمد لله- من أفضل الوسائل، لكن أقول أيضاً: باتزان وبانضباط، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف كيف يتكلم، فكان يقول:(ما بال أقوام؟) والناس يفهمون حينما يتحدث عن صفات الرجال، ويعرفون أولئك الرجال، لكن حينما لا يكون هناك بد من أن نرد على شخص من الأشخاص الذين اشتهرت أسماؤهم في الأرض فلابد من أن نقول كلمة الحق، وأن نذكر هذا الإنسان باسمه عند الضرورة.