ما هي أخبار الجزائر في هذه الأيام، نود أن تحدثونا عنها بالتفصيل؟
الجواب
أخبار الجزائر حيل بيننا وبينها، إعلام المسلمين ما أعطانا صورة، سمعنا أخبار السلفادور والعالم كله، ولكن لا نسمع أخبار الجزائر، لكن الشيء الذي يجب أن تثقوا به هو أن إخواننا في الجزائر إذا صح قصدهم وهدفهم فلا بد أن يظهروا؛ لأن الله عز وجل يقول:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:٥٥].
وعلى هذا فإننا متأكدون أن إخواننا في الجزائر إن صح قصدهم وهدفهم -ونحسبهم كذلك والله حسيبهم- فإن الله تعالى سوف يظهرهم؛ لأن الله تعالى يقول:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩]، ونحن لا نشك بأن هدف إخواننا في الجزائر ليس هو طلب الملك، وإن كان أصحاب الملك يخافون على الملك دائماً وأبداً، وهذا ندركه حتى في القرآن في مواقف طغاة البشر، حينما يتسلطون على الناس يقولون:{يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ}[الشعراء:٣٥] فهم يخافون على الأرض، وإخواننا في الجزائر ليس لهم هدف الأرض، وإنما هدفهم أن يكون الدين كله لله؛ ولذلك كل المغريات التي وجهت إليهم، والتموينات والأطعمة قالوا: نحن نرفضها، نحن نريد أن يطبق فينا شرع الله، وأن نحكم بشرع الله، وهذا هدف يجب أن يكون هدف كل واحد من المسلمين.
على كل حال: الطغيان الذي يحكم الجزائر ويحكم أكثر الكرة الأرضية هو لا يريد أحداً أن ينازعه ملكه؛ لأنه يخاف على السلطة، أما إخواننا في الجزائر فهم لا يريدون إلا أن يحكموا بشرع الله عز وجل.
أما أخبارهم: فحسب ما يظهر من بعض إخواننا القادمين الذين يحدثون عن بعض الأخبار، أنهم يلاقون محنة شديدة، وابتلاء في دينهم، حتى سمعنا أن مكبرات الصوت في خطب الجمعة أصبحت لا يسمح لها أن تنتشر؛ حتى لا يسمعها الجنود فتتغير وجهتهم فيستسلموا لمطلب هذا الشعب؛ لأنه مطلب يرضي الله سبحانه وتعالى.
لكن ثقوا يا إخوتي أن هؤلاء القوم سوف يظهرون بإذن الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}[الصف:١٤]، وهذه سنة الله في الحياة إلى يوم القيامة.