يأتي بعد ذلك وزن الأعمال، هذه الأعمال التي في الصحف توزن، والوزن موقف من مواقف يوم القيامة ورد خبره في القرآن والسنة، يقول الله عز وجل عنه:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء:٤٧]، {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ}[الأعراف:٨ - ٩]، ويقول الله عز وجل أيضاً عن الوزن:{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}[القارعة:٦ - ٧]، إلى آخر الآيات.
ويأتي بعد الوزن الصراط، والصراط: جسر ممدود على متن جهنم، بعيد المدى، يعبر عليه الناس بقدر أعمالهم، ويعطى كل واحد منهم نوراً يسير به على هذا الصراط، فيؤمرون بالعبور على هذا الصراط، والعبور على الصراط معناه التنقية، أي: تمييز أهل النار من أهل الجنة، فمن وقع في النار فهو من أهل النار، ومن سلم حتى عبر هذا الصراط فهو من أهل الجنة، إلا إذا كان من أهل الأعراف الذين أشرت إليهم أولاً، وأهل الأعراف أيضاً مصيرهم إلى الجنة، كما تدل على ذلك الآيات؛ لأن كل من عبر على الصراط لا يمكن أن يرجع إلى النار أبداً.
وقبل ذلك الحوض، والحوض لا يكون إلا للمؤمنين، ولا يرده إلا هم.
هذه هي المواقف حسب ترتبيها كما يدل على ترتيبها الشرع، والله أعلم.