للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم إقراض الكفار]

السؤال

سمعنا عن قرض قدم إلى أحدى الدول التي تحارب الإسلام وهي روسيا، بل هي في حرب الآن مع المسلمين، وهذا القرض يزيد عما قُدم للجهاد طوال السنوات الماضية، أليس هذا مما يحز في النفس، فما رأيكم في ذلك؟

الجواب

والله إن هذا يحز في النفس، وعجيب أن يُقدم القرض لدولة تحارب الإسلام في أفغانستان والشعب يقدم المساعدات للشعب الأفغاني الذي يجاهد في سبيل الله بأفغانستان! فهذا يُعتبر عدم تنسيق في الأمر، لكن ربما -إن شاء الله- يكون هذا القرض لإسكات فتنة أو لمصلحة أخرى، ولا أستطيع أن أذكر سبب هذا القرض؛ لأني أجهل هذا الأمر.

فالمهم أنه لا يجوز أن يستفيد الكافرون من أموال المسلمين، فالمسلمون يذبحون في بلاد الهند بأموال المسلمين، سواء أكانت قروضاً أم كانت أجور عمال ممن نأتي بهم من البوذيين والسيخ والكفرة ونعطيهم الأموال، ونقول: هؤلاء خير من المسلمين.

ثم يذبحون بها المسلمين في بلاد الهند وغيرها.

فلابد من أن ينفق هذا المال فيما يرضي الله عز وجل، وإذا أنفق في غير ما يرضي الله فالأمر خطير، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قوماً يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة)، فإذا أنفقت مالك -يا أخي- فعليك أن تنظر كيف تنفق هذا المال، سواء أكان على مستوى الدولة أم على مستوى الأفراد، قال صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره: فيما أفناه، وعن شبابه: فيما أبلاه، وعن ماله: من أين أكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به؟).

فلعل الدولة -إن شاء الله- لها هدف طيب، لكن نقول: إن أعداء الإسلام يحاربوننا بأموالنا، فاتقوا الله ولا توصلوا إليهم هذه الأموال، واحذروا من سخط الله عز وجل؛ فإن الله سبحانه وتعالى يغار على دينه، أسأل الله تعالى أن يوفق القادة إلى أن ينتبهوا لهذا الأمر، لكن هم في الحقيقة ما أخذوا لنا رأياً في هذا، ولربما تكون لهم وجهة نظر، ووجهة النظر هذه لا ندري أهي مصيبة أم مخطئة، وربما تكون وجهة النظر في مثل هذه الأيام أن العالم كله قد تكهرب، فهم يريدون أن يهدءوا فتنة، فنحن لا ندري ما الهدف من وراء ذلك.