للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصلاة من أسباب النجاة من غضب الله تعالى وعقابه]

قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود:١١٤] إنّ الصلاة على طرف نقيض مما سبق من الركون إلى الكافرين؛ لأن الصلاة ركون إلى الله عز وجل، واستمداد للقوة من الله سبحانه وتعالى مباشرة، وتتجدد وتتكرر كل يوم خمس مرات، فكلما ضعف اليقين في قلب هذا الإنسان، أو ضعفت قوته وخارت؛ فإنه يرتبط بالله عز وجل، ويقف بين يديه؛ ليستمد منه العون والتوفيق، فيخشع بين يدي الله خمس مرات، وينحني له، ويضع جبهته خضوعاً لله عز وجل، ويتوسل إلى الله عز وجل بآياته، ويعظم الله بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح، وهذه أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى.

ولذلك لما ذكر الله تعالى موالاة الكافرين بيّن كيف يجب أن تكون الموالاة له وحده فقال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود:١١٤]، وطرفا النهار: صلاة الفجر وصلاة المغرب والعشاء، أو صلاة الفجر والمغرب، (وزلفاً من الليل) هي صلاة العشاء، وتدخل صلاة الظهر وصلاة العصر في الطرف الثاني من النهار، فالمراد هنا بالصلاة: الصلوات الخمس التي هي أعظم فريضة شرعها الله على عباده، وقد فرضت فوق السماء السابعة، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله، وهي آخر ما يفقد من هذه الأمة، وأي أمة تُفقد فيها الصلاة فلا حظَّ لها في هذا الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

لقد غفل بعض المسلمين عن أولادهم فارتدوا عن الإسلام حينما تركوا هذه الصلاة المكتوبة، وهذا أمر خطير جداً، ليس الأمر مجرد معصية فحسب، ولكنه يتعداها إلى درجة الكفر والردة عن الإسلام، نسأل الله العافية والسلامة!